ضوابط العلاقة بين الجنسين

**أم إلياس** الأربعاء ديسمبر 28, 2011 5:11 pm

لكي
نتفق على المعنى المقصود بهذه العلاقة، فنعرّفها بأنها: التعامل بين شخصين بالغين،
مختلفي الجنس، أجنبيين، ليسا متزوجين. و(تعني كلمة أجنبيين أنه يجوز الزواج
بينهما).
وتتباين نظرة الناس فيما يتعلق بأهداف العلاقة بين الجنسين، فتختلف أهداف تلك
العلاقة باختلاف الأجيال، فينظر إليها جيل الآباء نظرة مختلفة عن جيل الأبناء،
وتختلف تلك الأهداف أيضا باختلاف الثقافات، فكل مستوى ثقافي ينظر إلى تلك العلاقة
نظرة تخصه هو، وتتناسب مع الثقافة السائدة فيه، كما تختلف أهدافها أيضا باختلاف
المستوى الاقتصادي الاجتماعي، فيتعامل معها كل مستوى حسب نظرة الناس الذين ينتمون
إليه، وتختلف أهدافها أيضا بين الجنسين، فينظر لها كل جنس نظرة خاصة به هو، ويتعامل
معها بطريقته، كما تختلف أهداف تلك العلاقة بين البيئات، فتنظر كل بيئة إلى تلك
العلاقة نظرة مختلفة عن البيئات الأخرى، وتتعامل معها بما يتناسب ونظرتها لها.
تباين النظر إلى العلاقة بين الجنسين فمن الآباء من يرى أن وجود علاقة بين
المراهق والمراهقة ضرورية ولا بد منها، وبالتالي يجب أن تكون هذه العلاقات متاحة
ومفتوحة ولا قيود عليها، ويرى أنه ينبغي أن يمارسها المراهقون بلا شعور بالذنب حتى
يشب طبيعيا، ومنهم من يرى أن هذه العلاقة سيئة بكل المقاييس، وتحمل جميع أنواع
الضرر للجنسين معا خصوصا للبنت، وبالتالي فهي لا تصح بأية حال من الأحوال، وأن مجرد
التفكير فيها خطيئة، وأن مجرد كلام البنت مع أحد الشباب بصرف النظر عن السبب أو
الدافع أو الظرف ممنوع منعا باتا.
وبين هذين القطبين ـ القطب المبيح لهذه العلاقة
على إطلاقها، والقطب الرافض لها على إطلاقها ـ تقع
عدة أنواع من وجهات النظر، وبناء على كل وجهة نظر يكون الهامش المسموح به في ممارسة
هذه العلاقة مع وجود قيود محددة لها.
أما المراهقون أنفسهم فإن استعداد أحدهم لممارسة هذه العلاقة يختلف أيضا من جيل إلى
جيل، ومن بيئة إلى أخرى، ومن جنس إلى آخر، بل قد يختلف من فرد إلى آخر، ويكون مردّ
هذا الاختلاف بين الأفراد إلى طريقة التربية في المنزل، وطبيعة العلاقة مع الوالدين،
وشكل العلاقة بين الوالدين أنفسهم، ومدى الالتزام الديني، ومدى فعالية الرقابة
المنزلية الراقية، ومدى الثقة بالنفس، ومدى ثقة الأهل بالفرد، ومدى حياة الضمير
وحيويته، ومدى الحرص على سمعة الفرد والأسرة في المجتمع، ومدى تقدير عواقب الأمور،
ومدى مراقبة الله سبحانه.
ومعظم المراهقين يختلف مع الأبوين والكبار بصفة عامة في نظرته لهذه العلاقة، فمنهم
من يرى أنها طريقة لا بأس بها لتمضية الوقت والتغلب على الفراغ، ومنهم من يرى أنها
أسلوب جيد للتسلية، ومنهم من يرى أنها مقدمة للحب والزواج، ومنهم من يرى أنها طريقة
جيدة لتشجيع الأعمال الخيرية، بل منهم من يرى أن هذه العلاقة تدفعه لعبادة الله
سبحانه بشكل منتظم، ولكل منهم الغطاء المناسب المبرر المقنع لممارسة تلك العلاقة.

فأية مفارقة بين هذا وذاك.........................