الفيل في المنديل

**الحارس العام** الجمعة يوليو 01, 2011 9:23 pm

الفيل في المنديل

الفيل في المنديل 14947b8c38a6

يشكل قرار عرض فيلم
»الفيل في المنديل« آخر الأفلام التي قام ببطولتها طلعت زكريا.. وانتجتها
شركة السبكي انعطافا مهما في خارطة العروض السينمائية والآثار المترتبة
عليها بعد قيام ثورة ٥٢ يناير وانقسام الوسط الفني بين مؤيد للثورة ومعارض
لها.
وكما نعرف .. تأجل عرض هذا الفيلم الذي كان من المتوقع عرضه قبل
فترة طويلة.. بسبب موقف شباب الثورة.. من الممثل الأول في الفيلم وتصريحاته
العدائية المكشوفة للثورة وشبابها.. وتأييده الأعمي للرئيس السابق الذي
خصه قبل تنحيه بمقابلة خاصة استمرت زمنا طويلا.. وهو ما لم يفعله الرئيس
المخلوع مع أي من الفنانين في مصر.. طوال مدة حكمه.. مهما كانت قيمتهم
وشأنهم وجماهيرتهم الواسعة.
لذلك ترددت الشركة الموزعة في عرض الفيلم
خصوصا بعد التهديدات الكثيرة التي جاءت عن طريق »الفيس بوك« والتي أعلن
فيها الشباب الغاضبون من سلوك طلعت زكريا استعدادهم لتحطيم دور العرض التي
تتجرأ علي عرض الفيلم.
وهكذا تراجع أصحاب هذه الدور وبعض أماكن
التوزيع.. تداركا بشكل مسبق لكارثة يمكن أن تحصل.. ولكن الشركة المنتجة
قررت دخول »المعركة« دون أن تنتظر أكثر من ذلك.. فاكتفت بعدد محدود من دور
العرض.. وألقت بنفسها »بين الامواج« دون أن تكون دارية بشئون السباحة
والعوم في هذا المحيط المتلاطم بالكثير من المتناقضات.. بين مؤيد لحرية
التعبير والرأي والبعد عن التعصب الأعمي وبين مطالبين بالوقوف بقوة في هذا
الظرف العصيب.. مع خيارات التقدم ومحاسبة رموز الماضي.. والغاء ستار كثيف
علي أعمالها الفنية.
والحقيقة أن هذا الصراع كان يمكن أن يكون له دوي وتأثير ثقافي.. ولو كان الموضوع المطروح للصراع موضوعا يستحق العراك لأجله.
ولكن
المشكلة التي تقف أمام أنصار حرية التعبير ونسيان اخطاء الماضي أن الفيلم
نفسه استمرار لسياسة شركة سينمائية دأبت منذ زمن علي اختيار الابتذال..
وسفه التعبير واللجوء إلي الافيهات اللفظية والجنسية كي تضمن لافلامها التي
لا تحمل أية قيمة فنية الاستمرار والنجاح.
الوقوف بوجه »الفيل في
المنديل« ليس وقوفا في وجه الممثل الأول الذي قد يخطيء ويصيب في آرائه
واختياراته ولكنه وقوف في وجه انتاج رخيص آن لثورة الشباب أن تقضي عليه كما
تضمن للسينما المصرية الجديدة بعد الثورة انطلاقا حقيقيا جديرا بها.
لذلك قد يكون نجاح الفيل في المنديل أو عدمه انطلاقة حقيقية في سينمانا لها دون شك نتائجها وثمارها أو خسارتها وانهيارها.